تشاد: البلاد تحيي ذكرى الاستقلال في ظل علاقة متينة مع فرنسا

قبل أكثر من قرن ونصف، أحكمت فرنسا قبضتها على تشاد، ففي عام 1900، تمت السيطرة على ما تبقى من ممالك كانم ووداي وباقرمي، لتصبح خاضعة للإمبراطورية الفرنسية، التي تعتبر ثاني أكبر إمبراطورية آنذاك بعد بريطانيا، وتحت إدارة وزارة ما وراء البحار الفرنسية. واجهت الإدارة الاستعمارية الفرنسية العديد من التحديات، حيث لم يرضى السكان بالإجراءات الفرنسية المتعلقة بالضرائب وفرض الثقافة الفرنسية وطمس الهوية المحلية.كما تعرضت فرنسا لخسائر فادحة في الحرب العالمية الثانية في الفترة ما بين 1939 و1945 من الميلاد.شهدت تشاد وغيرها من الأقاليم ثورة ضد السياسات الفرنسية، لا سيما حركة التحرير الجزائرية التي انطلقت في نوفمبر 1954 لتقدم الجزائر مليون ونصف مواطن فداءً للحرية.الأمر الذي ألهم حركات التحرر في باقي الدول سواء حركات مسلحة أو سياسية، فتبادر فرنسا في التفاوض مع القوى الفاعلة في تلك البلدان، وتصوت على نوع العلاقة مع فرنسا.في 11 أغسطس عام 1960 قرأ انقرتا تمبلباي(أول رئيس لتشاد) خطاب الاستقلال.الاستقلال الذي أبقى على علاقة متينة مع فرنسا، حيث تتواجد القواعد العسكرية الفرنسية، والتبعية الاقتصادية لفرنسا عبر العملة الموحدة لدول أفريقيا المركزية(فرنك سيفا ).والتدخل الفرنسي في الشأن السياسي للبلاد، ففي العام 2017 قال الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو إنه لم يكن يريد الاستمرار في الحكم، لكن فرنسا تدخلت عبر قنواتها وغيّرت الدستور ومكّنته من الاستمرار في الحكم حتى مقتله في أبريل 2021.وقد شهدت تشاد في فترات متقاربة احتجاجات في عدة مدن رافضة للتواجد الفرنسي، خاصة حراك مايو 2022 الذي رفع شعار ( تشاد حرة فرنسا برا) الذي شهد اعتقالات وإصابات بالعشرات. وحول تطور العلاقات بين تشاد وفرنسا في عهد الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي يرى الباحث الدكتور حسن كللي ورتي أن العلاقة توترت بعد فوز محمد إدريس ديبي في انتخابات الرئاسة، التي سبقتها زيارة ديبي الابن إلى روسيا ولقائه بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين، وصف الباحث كللي ورتي أن الثقة متزعزة بين الرئيس التشادي وفرنسا، وأن الحكومة تدرك جيداً التغيرات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، وأن الهيمنة الفرنسية على أفريقيا قد تراجع بشكل غير مسبوق.ورغم التغير الكبير الذي طرأ على منطقة الساحل والموقف الجديد ضد السياسية الفرنسية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلا أن الوضع في تشاد ظل ثابتاً، ولم تصدر تصريحات من المسؤوليين تجاه تغير الموقف من فرنسا.

Quitter la version mobile