من كان يظن أننا قد نصل إلى مرحلة يرفض فيها الملك قصائد شعراء البلاط. في الآونة الأخيرة تحولت السياسية في بلادنا إلى صراع بين المطبلين والمدّاحين على من يأتي بأفضل مدح يصف فيه صفاتِ رئيس المجلس العسكري الانتقالي. نحن نعرف من كسب هذا الصراع. لكن الشاعر الذي انتصر في هذه المسابقة الصعبة التي شارك فيها أشعر شعراء البلاد وأفضل مطبلي البلاط لم يستمتع كثيرا بفوزه. صحيح أن الوزير ما زال يتلقى صرة الدنانير ويرتدي القفطان، بيد أن الرفسة التي وجهها الممدوح إلى شاعرنا الكبير ضحى اليوم كانت ضربة قاضية.الإنسان كائن ملول، وأي شيء إذا زاد عن حده فسد. ملّ رئيس المجلس العسكري الانتقالي من هذا المدح الذي لا يتوقف صباح مساء. وطلب بشكل مباشر من وزير الشباب أن لا يستخدم الدين في خطاباته وأن لا يستخدمه سوى لتوحيد البلاد والعباد.