عيد الفصح: طقوس روحانية وإحياء للتضحية

يُحيي المسيحيون في ليلة سبت النور طقوسًا دينية تعبّر عن إيمانهم بقيامة المسيح، حيث تُشعل شمعة كبيرة ترمز إلى النور الذي حمله المسيح إلى العالم. وخلال هذه الليلة، يتجمع المؤمنون في الكنائس، مردّدين التراتيل والأناشيد، إحياءً لذكرى التضحية التي يؤمنون بها. يُعد هذا العيد أحد أكثر المناسبات قدسية لدى المسيحيين، كما أكد ذلك الإمبراطور قسطنطين في رسالته الشهيرة، التي دعا فيها إلى عدم اتباع الطقوس اليهودية المرتبطة بهذا اليوم، مشددًا على أهمية أن يكون الاحتفال بعيد الفصح المسيحي مستقلًا عن أي اشتراك مع اليهود، الذين يحتفلون بالمناسبة ذاتها إحياءً لذكرى خروجهم من مصر.

أما المسيحيون، فيرون في عيد الفصح يومًا روحانيًا عظيمًا، حيث يرمز إلى قيامة المسيح ووهبه الحياة للمؤمنين الذين كانوا في القبور، وفق معتقداتهم الدينية. قبل عيد الفصح، يصوم المسيحيون لمدة 55 يومًا، وفق نظام صارم يُقسَّم إلى عدة أسابيع. وقد أشار القديس أثناسيوس إلى هذه الفترة بقوله: « لا يمكنك أن تصعد إلى أورشليم (السماء) وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين. »يحرص البعض على الصوم القاسي، فيتجنبون الطعام لساعات طويلة، إحياءً لذكرى آلام المسيح والمعاناة التي تعرض لها حتى رفعه الله.

ويرى الكثيرون في هذا الصيام طريقًا روحيًا للقاء المسيح والاستعداد للمناسبة المقدسة. احتفالات الفصح: أجواء من الفرح والتآلف مع اقتراب العيد، تملأ الألوان الزاهية البيوت المسيحية، وتُزين الشوارع والكنائس بأضواء وأزهار تعكس الأجواء الاحتفالية. وتُوزع الهدايا، وتبدأ الزيارات العائلية المشحونة بالمحبة والسلام، في مشهد يعكس روح العيد ومعناه العميق للمؤمنين.

عيد الفصح ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو لحظة للتأمل والتجديد الروحي، يجتمع فيها المسيحيون ليعبّروا عن إيمانهم العميق بحدث يرونه محورًا لمعتقداتهم.

حمزة آدم نور

Quitter la version mobile