14 مايو اليوم الذي انتفض فيه الشارع التشادي ضد الهيمنة الفرنسة

14 مايو
تنهد الشارع التشادي وعبّر أخيراً عن رأيه ومطالبته برحيل فرنسا، لم تكن تشاد عملياً حرة منذ فجر تمبلباي، كان شيئاً شكلياً تمت قراءته تحت ضوء كشاف محمول، كباقي المستعمرات الفرنسية في القارة التي تعاني من الهيمنة الاقتصادية والثقافية والسياسية.
يقتات الرجل الأبيض على تصديره للأزمات في دولة هي متأزمة بنفسها، أشياء مثل الفقر والبطالة والانفلات الأمني وزعزعة السلام الاجتماعي بين القبائل أوتار يعزف عليها الإنسان الكولونيالي.

ولكن بتاريخ 14 مايو من عام 2022 الذي اعتبره مراقبون بأنه يوم لتشاد ولإنصافها وعتقها من الأنظمة الكولونيالية الرأسمالية، نادى إنسان انجمينا وبتنظيم من منصة وقت تما بضرورة مغادرة فرنسا من المشهد التشادي، سرعان ما استجاب الشارع لهذا النداء المصيري، الطلاب والمثقفين والطبقة العاملة.
كانت انتفاضة شعبية أزعجت مضاجع صناع القرار، رغم القمع والاعتداء والاعتقالات التي تعرض لها المتظاهرون، هل حققت هذه الانتفاضة أهدافها؟

كانت الحكومة قد أعلنت نوفمبر العام المنصرم، انهاء اتفاقيات التعاون العسكري التي وُقعت مع فرنسا عام1978 وأُعيدت مراجعتها عام 2019.

يرى الباحث النيجري المختص في الشؤون الشرق أوسطية – الأفريقية والدراسات الاستراتيجية إدريس آيات( إلغاء الاتفاقية يعكس رغبة تشاد في إنهاء النفوذ الفرنسي المتجذر في مؤسساتها الأمنية والعسكرية. ويطرح القرار تساؤلات حول مستقبل التعاون الأمني في المنطقة، حيث كان لتشاد دور مركزي في مكافحة الإرهاب، لا سيما ضمن التحالفات الدولية والإقليمية. كما يشير القرار إلى استعداد تشاد لإعادة تشكيل شراكاتها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على فرنسا، في سياق متغير يعيد رسم خرائط النفوذ في القارة الأفريقية).

هذه الاتفاقيات التي كانت تهدف الى تعزيز التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية والأمنية انتهت برحيل آخر جندي فرنسي وإخلاء جميع القواعد التابعة لفرنسا في انجمينا وأبشة وفايا، هي خطوة رائعة كما يرى مراقبون ولكنها لم تستأصل الهيمنة بشكل حقيقي.

حسين مسار، أحد القادة المشاركين في هذه المسيرة يقول في ذكرى الانتفاضة (في هذا اليوم قبل ثلاثة سنوات خرجنا في حراك 14 مايو نقود الشعب نحمل طموحات الشعب في التغيير وعبرنا عن غضب الشعب التشادي ضد وجود القواعد الفرنسية في أرضنا، وفي ذلك الوقت كان خروج الاستعمار حلم لايصدقه أحد لكن إرادة الشعب فوق كل شيء).

هذه الانتفاضة خيبت آمال الكثير آنياً، بعد أن اتخذ البعض موقفاً وصف ب « بيع القضية من قبل انتهازيين حققوا مآربهم من خلال صوت الشعب ».

Quitter la version mobile