بعد أحداثٍ عنيفة ومأساوية، شرّدت الملايين، وأزهقت الأرواح وغيّرت ملامح السودان.السودان التي توشحت بالسواد، فباتت خرطومها مدينة أشباح وجنينتها مسرحاً للإبادة. يحل كريم خان المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية زائرا إلى تشاد، وتحديداً في مخيمات اللاجئين السودانيين بأدري.حيث الذين قُتِّلوا وشُرِّدوا من ديارهم؛ مستمعاً لشهاداتهم، ومتسائلاً( من فعل هذا بكم)؟وسؤال آخر كبير( من وراء مقتل حاكم ولاية غرب دارفور)؟بين محكمة الجنايات الدولية بلاهاي، ومجلس الأمن بنيويورك، سيكون الحديث عن التقارير التي عمل عليها خبراء الجنايات الدولية.وسيتولى كريم خان شخصياً عرض التقرير على مجلس الأمن، من العاصمة التشادية انجمينا وعبر الأقمار الصناعية. تقرير عملت عليه الجنايات الدولية منذ يوليو الماضي، تضمن انتهاكات إنسانية من تعذيب واغتصاب وقتل جماعي على أساس الهوية العرقية.وعن الصلة بين الجنايات الدولية فإن ملفات دارفور حاضرة بتفاصيلها في مكاتب المحكمة، منذ اندلاع الأزمة في 2003 وأمراء حربها آنذاك، ومن يدير رحاها، مما يدعم تحقيقات اليوم وإلى أين تؤول الأمور. وقد دعا كريم خان إلى التزام جميع الأطراف المتحاربة في السودان بالقانون الإنساني الدولي، وعدم إيذاء المدنيين.ومنذ منتصف أبريل يشهد السودان حربا بين الجيش والدعم السريع خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.وأخيراً لاقت الحرب التفات الجنايات الدولية، لتضرب مطرقة العدالة من لاهاي وإصدار قائمة للمطلوبين، أو تتعرض القضية لبيروقراطية المحاكم ويأمن المجرم العقاب، ويسيء الأدب أكثر مما أساء.