إدريس ديبي إتنو- رئيس جمهورية تشاد، صاحب أطول فترة حكم في تاريخ تشاد، منذ نهاية نظام حسين حبري عام 1990 إلى2021.تصدى في فترة حكمه عددا من الثورات ومحاولات الإنقلاب، استخرج بترول الجنوب وأنشأ مصفاة جرماي. قضى الرئيس إدريس ديبي نحبه في الميدان، على خلفية المعارك بين الجيش الوطني وقوات جبهة الوفاق الوطني(FACT) التي يتزعمها محمد علي مهدي، في شمال كانم.كان الخبر صادماً لجميع التشاديين، وسط تخوف من اندلاع حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس. لم تحدث الحرب الأهلية، لكن توترات أمنية خلّفت العديد من الضحايا في فترات وأحداث عديدة.حركة وقت تما، وسكسي ماسرا و يحيى ديلو كانوا أبرز مسببي الصداع للسلطة.ولم تلبث أن تهدأ الأجواء، حتى خرجت مظاهرات منددة بالتواجد الفرنسي(حليفة السلطة)، حيث شهدت إصابات واعتقالات وتخريب.الحوار الوطني الشامل في أغسطس 2022، كان نقطة فارقة في عملية التحول السياسي، حيث غابت البدلة العسكرية وبقي العسكر، مع بعض التغييرات في الوجوه وفي الهيكل.رئيس المجلس العسكري الانتقالي أصبح الرئيس الانتقالي.وتم تمديد الفترة الانتقالية إلى عامين آخرين وأي عامين.لم يطب لماسرا وديلو وأنصارهما تمديد الفترة الانتقالية، ورفضوا ما أسموه بتوريث الحكم.فخرجت جموع المتظاهرين في شوارع انجمينا وبعض مدن الجنوب، فشهدت الشوارع ضربا وقتلاً وأسراً، فاضطر ماسرا للهرب، قبل العودة عن طريق اتفاقية كينشاسا وتقلده منصب رئيس الوزراء في يناير 2024.فيما لقي رفيقه يحيى ديلو حتفه بعد محاصرة مقر حزبه بحي كليمات في العاصمة انجمينا، المقر الذي سوي بالأرض.
رحل الأب وحكم الابن والمشهد السياسي شهد بعض التغييرات، لكن الأكاديمي والمحاضر الجامعي إسماعيل طاهر يرى بأن » السلوك السياسي التشادي لم يتغير، لا سيما في العلاقة بين السلطة الانتقالية المسنودة من الحركة الوطنية للإنقاذ، وحلفائه من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وأن ظاهرة الوعود في الخطابات السياسية ما زالت نفسها ولا يتوقع المواطن منها الكثير ».قبل أقل من شهر ستشهد البلاد انتخابات رئاسية، بعد استبعاد نصف المرشحين، وبقي الرئيس الانتقالي الذي خلف والده أحد أبرز وأقوى المترشحين، من حيث التعبئة والإمكانات وتأييد القوى النافذة.في الذكرى الثالثة من رحيل ديبي الأب، واقتراب ديبي الابن من رئاسة الجمهورية بشكل فعلي، ثمة تحديات اقتصادية ودبلوماسية وأمنية، فما يجري في دول الجوار ألقى بثقله على البلاد، من اتهامات وتقارير بالتدخل في شأن السودان، واستقبال قرابة مليون لاجئ سوداني، وارتفاع المعيشة وانقطاع الكهرباء والماء، والعطالة.