في ظلّ حرٍّ لاهب يتجاوز 41 درجة، وفرصٍ شحيحة كالماء في الصحراء، يخوض شباب انجمينا معركة يومية من أجل لقمة العيش ومستقبل كريم. بين انتظار « معجزة » في العاصمة النائمة، وسعيٍ محموم في الشوارع، تروي الأرصفة حكايات الصبر والعزيمة، بينما تظل المحسوبية والفساد إرثاً ثقيلاً على كاهل الأجيال.
في زوايا السوق الضيقة، يحمل « سائق البوس » أحلامه على أكتافه، يندفع بين الزحام بقميص باهت وأغنية قديمة، بينما يصرخ بائع الماء: « تدوري تمام وا؟ »، كأنه يلخص سؤال المدينة الأكبر: أين الكمال في حياةٍ تفتقر لأبسط الفرص؟
على الرغم من ذلك، لم يستسلم أبناء القرى الذين اجتذبتهم انجمينا بوعودها. ها هم يحوّلون الأرصفة إلى ورش عمل: سائقو دراجات نارية ينقلون الركاب مقابل 50 فرنكاً، شابان يتعاونان لرفع دراجة واحدة بأجرٍ زهيد، وحمالون في محطة « أبشة » للسفريات يكدحون تحت الشمس. مشاهد تثبت أن الشارع « لا يخون » من يبحث عن رزقه، حتى لو كان الثمن عرقاً يُذرف دون ضمانات.
سألنا عبدالرزاق وهو أحد الذين يعملون في حمل الدراجات عبر الأرصفة عن رأيه في هذا العمل قال » أنا أتفق معك أن هذا العمل شاق جداً ولكن في نفس الوقت جيد عندما ننظر إلى العائد المادي، وهذا التزاحم الذي تراه هناك تأكيدٌ بأن العائد مرضي، أضاف ضاحكاً إنهم يكسبون في اليوم 5000fc.في هذه الحالة تبقى انجمينا أسيرة حلقة مفرغة
:
غياب المصانع، وهيمنة المحسوبية، وفرصٌ محدودة تتناسب مع طموحات جيلٍ يرفض أن يكون ضحية.
في ظل الحاجة إلى دورات تمكين مهني في الزراعة الحديثة والخياطة، وبفتح الباب أمام الاستثمارات لخلق وظائف مستدامة، فالشباب هنا لا يطلبون معجزة، بل يريدون فرصةً ليثبتوا أن « الذهب » لا يسقط من السماء، بل يُصنع بالأيدي التي تعمل. والسؤال الأكبر: هل تستيقظ انجمينا قبل أن يحترق آخر شبابها بين شمسها الحارقة وواقعها المرير؟حمزة آدم نور.