
يحتفل العالم في اليوم الأول من مايو من كل عام بعيد العمال، هذا اليوم الذي يعتبر يوماً صارخاً في وجه الاستغلال، وتكريماً لضحايا المسيرة السلمية من العمال في أكثر من منطقة في العالم الذين طالبوا بحقوقهم في خفض ساعات العمل، وغيرها من الحقوق.
عاشت أوروبا وبعض من الدول في منتصف القرن التاسع عشر بداية الثورة الصناعية، وكان أكثر العمال من المهاجرين، وبطبيعة النظام الرأسمالي آنذاك، كانت الأجور متدنية وساعات العمل طويلة بالإضافة إلى ظروف العمل المرهقة، علت نداءات الحركة العمالية إلى الإضراب ووضع حل لهذه الممارسات اللا إنسانية، تطور الحال عندما طالب الشيوعيين والإشتراكيين وبعض من اليساريين من العمال بضرورة القضاء على الرأسمالية باعتباره نظاماً ينهك القوة العاملة ويستغل قدراتهم وجهدهم.
ولأن بلادنا تحتفل بهذا اليوم أجرينا مقابلات مع الإخوة العاملين في مختلف المجالات، سألنا عثمان حماد وهو مصور في مكتب قروب توماي يقول: « أولاً وقبل كل شيء، تحية خاصة للأبطال الحقيقيين، الذين سامهوا في نهضة الوطن، هذه الأيادي التي تبني وتنتج وتستيقظ باكراً، أنتم عماد التقدم وأساس التنمية، تمنيت أن يكون هذا اليوم اسبوعاً كاملاً، شكرا لكل عامل ».
(عام 1889 كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا إلى المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عقد في باريس، داعياً إلى توحيد نضال العمال حول العالم لتحديد عدد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم.
وقرر المؤتمر الاستجابة لهذا المطلب عبر الدعوة إلى « مظاهرات حول العالم » في الأول من شهر مايو في العام التالي أي عام 1890، وأصبح هذا اليوم منذ ذلك العام عيداً للعمال حول العالم).
سألنا عمر سنوسي وهو مدرس في معاهد اللغة الانجليزية في مدينة انجمينا: « كنت كثيرا ما أردد تلك المقولة (ما تزعل لو جا عيد الحب و أنت ما عندك حبيبة لكن ازعل لمن يجي عيد العمال و أنت عاطل عن العمل) لذلك هو يوم مجيد مع أن هذا اليوم الذي هو بمثابة العيد في بداية الثورة العمالية في وجه الرأسمالية قبل أكثر من ٢٠٠ عام لكن هناك حقيقة مؤسفة و هي أن الرأسمالية الآن أكثر تسلطا على حقوق العمال أكثر من أي وقت مضى، كان لا بد من قطع رأس الأفعى وليس الذيل لم تنجح الثورة العمالية على المدى الطويل ما زال الإنسان يعاني جراء سطوة أصحاب المال، لأن مفهوم العبودية الجديد هو مفهوم رأسمالي بحت ».
يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية بمناسبة عيد العمال الأحرار.