من العاصمة الكنغولية كنشاسا، بدأ فصل جديد من فصول الوحدة الوطنية المنشودة، ورمزه هو المعارض السياسي البارز سكسي ماسارا، العازم على العودة إلى انجمينا. بحضور الرئيس الكونغولي فليكس تشيسيكيدي ووزير المصالحة الوطنية عبدالرحمن غلام الله، ووزير الإعلام عزيز محمد صالح، تم الاتفاق بين الطرفين، المجلس الانتقالي الحاكم وزعيم المعارضة سكسي ماسارا. بهذا الاتفاق سيعود ماسارا إلى انجمينا، إما معارضا مدنيا يقود حزبه المحظور( المحولون) أو عضوا في الحكومة الانتقالية التي بقي لها من العمر سنة واحدة، كما اُتفِق عليه في الحوار الوطني الشامل.إما أن يطالب بالعدالة لرفاقه الذين قتلوا وجرحوا في أحداث ال20 من أكتوبر، أو أن تتم التسوية الكاملة بين الطرفين، لتتنازل السلطات عن رفع مذكرة التوقيف الدولية بحق ماسارا، وقد حصل، ويتنازل ماسارا فيسامح بشأن ما حل برفاقه. لكن سكسي أشار في تعليق له بعد توقيع الاتفاق، أن تحقيق العدالة بين جميع التشاديين من أهدافه، فأي عدالة يقصدها؟أما وزير المصالحة الوطنية عبدالرحمن غلام الله، كان الوجه الأبرز في كتابة الفصل، فقد أكد تحقيق سياسة اليد الممدودة للرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي.
وحيا سكسي مسارا على موقفه الذي وصفه بالشجاع، باعتبار أن الشجاعة هي الجلوس مع الخصم والتفاوض معه.وأضاف غلام الله أن ديبي الابن لم يسعى للسلام خشية من أحد، بل رغبة في كتابة التاريخ الجديد لتشاد. لم يكف ديبي الابن يوما عن نداء الخصوم المدنيين والمسلحين، للجلوس إلى طاولة التفاوض وإيقاف نزيف الدم التشادي.في حين يرفض بعض الخصوم أي خيار ما لم يشمل التنازل عن السلطة.
وقد رحب الرئيس الانتقالي بالخطوة الجديدة التي أُنجزت في كنشاسا، مجددا دعوته لجميع المعارضين العودة إلى طاولة الحوار.وأشار إلى أن الاتفاق يتماشى مع سياسته المتمثلة في الانفتاح على الجميع والحوار والمصالحة والوحدة الوطنية. ها قد عاد فريق إلى الوطن، ماسارا ومن قبله، وبقي فريق في الخارج، لا يقبل حلاً سوى التغيير الكامل، والتغيير بقوة السلاح.وهناك فريق آخر ينتظر دوره في المصالحة الوطنية، شعب يتطلع إلى توفير أساسيات الحياة، الكهرباء والطرق والمستشفيات والمدارس وتقليل تكاليف المعيشة، أملا في الازدهار والحياة الكريمة للأجيال القادمة.