تعتبر المظاهرات والمعارضة المدنية السلمية من الأمور المحدثة في المشهد السياسي والاجتماعي التشادي، في بلد شهد العديد من الثورات المسلحة التي أهدرت دماء الآلاف من المواطنين منذ عهد تمبلباي وإلى يوم الناس هذا، فلم يصمت الرصاص التشادي الموجه إلى التشادي برهة.في العشرين من أكتوبر الماضي، كانت مظاهرات انجمينا التي دعي الناس لها للتعبير عن الرأي المعارض بطريقة سلمية.لكن رياحاً برائحة البارود جرت بما لا يشتهيها أحد.رفضاً لتمديد المرحلة الانتقالية والإصرار على تسليم السلطة للمدنيين. مطالب ديمقراطية مشروعة، إلا أنها بعيدة وشبه مستحيلة في القارة السمراء التي لا تتجاوز النماذج الديمقراطية فيها عدد أصابع اليد الواحدة.إلا أن سيكسي مسارا وتجمع الوقت تما وعدد من قيادات الحراك أبو إلا أن تخرج هذه المظاهرة رغم تحذير السلطات وحظرها.في ال20 من أكتوبر لم تحرق إطارات السيارات في الشوارع وحسب، بل أحرقت محال المواطنين وخرّبت محطات وقود، وقُتل مدنيون لا شأن لهم بالسلطة والحكم.مظاهرات في قلب العاصمة لم يكن وقعها أقل مما يحصل في الاشتباكات المسلحة في الصحراء، وارتباك في مناطق أخرى.فقد ذكرت الجهات المنظمة للاحتجاجات أن حصيلة القتلى أكثر من 300، فيما أعلنت الحكومة أن العدد أقل من 100، بين تأكيد ونفي، نعلم أن الدم التشادي قد أهدر، ذلك الدم الغالي مهما كان جنسه شمالي أو جنوبي، رجل كان الضحية أو امرأة.ناهيك عن الجرحى والمعتقلين. فبعد عام من هذا الجرح، وهروب سيكسي مسارا إلى الخارج واعتزال عدد من أنصار الحركات المعارضة للعمل السياسي، ماالذي تغير في الميدان وفي دهاليز السياسية؟ ماذا في جعبة وزارة المصالحة الوطنية وأين توقف قطارها؟ولماذا توضع العقبات أمام عودة سكسي مسارا؟أسئلة تكمن إجاباتها خلف تحركات الرئيس الانتقالي وجولاته الأخيرة بين أبو ظبي وباريس وبين ما يطبخ في القصر الوردي وآلية ترميم البيت الداخلي.