تعيش تشاد حالة من التنوع الثقافي والطائفي، حيث تلتقي القبائل واللغات والتوجهات السياسية في مشهد يعكس التعددية، لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى مصدر للانقسام والتوتر. في ظل هذه التركيبة الفريدة، تواجه البلاد تحديات متزايدة بفعل النزاعات الطائفية التي تهدد الاستقرار الاجتماعي، إذ شهدت مدن مثل كلاييت، سار، أم التيمان، أدري ومنقلمي في الأشهر الأخيرة موجات من الهيجان الطائفي، تخللتها اعتداءات على المساجد ومنع البعض من التدريس، في مشهد يعكس تصاعد خطابات التعصب والانقسامات المجتمعية.
يرى الخبراء أن هذه الظاهرة باتت تشكل عائقًا أمام جهود السلام التي تسعى الحكومة لتحقيقها، حيث تتسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي وتُدخل المجتمع في دوائر مغلقة من عدم الاستقرار. وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، برهان غليون، أن الطائفية تعرقل نشوء نخبة وطنية منسجمة، إذ تخلق انقسامات يصعب تجاوزها. من جانب آخر، يُطرح دور المؤسسات الدينية كعامل رئيسي في تعزيز التماسك المجتمعي، إذ ينبغي على القادة الدينيين الاضطلاع بمسؤولياتهم في مكافحة التطرف الطائفي عبر نشر قيم التسامح والتعايش المشترك، والعمل على ردع مسبّبي النزاعات وتنظيم حملات توعوية تعزز روح الوحدة بين أبناء الوطن. هذه التحديات تفرض إجراءات عاجلة لمواجهة العنف الطائفي وضمان بناء مجتمع متماسك يقوم على أسس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.
حمزة آدم نور