في أول أيام شهر رمضان المبارك وبتاريخ 11 مارس أعلنت الحكومة التشادية مجانية الكهرباء والمياه في الأراضي التشادية حتى نهاية السنة. الشارع التشادي رأى أن هذا الأمر متعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى في مايو المقبلة، لأننا في أفريقيا اعتدنا على الحصول على بعض الحقوق كهبة أو هدايا من السلطة التنفيذية قبيل الانتخابات.التعليق الأول الذي استقبل به الخبر كان على لسان أغلب الشعب هو » لماذا تهدي الحكومة سلعة هي غير متوفرة أصلا ».تشاد بلاد بلا كهرباء ولا مياه ونحن في عام 2024، هذا في الظروف العادية،فالبلاد ليست في حرب ولا تمر بحالة وباء يحول الأشياء إلى حالة الاستثنائية. الجمهورية الواسعة التي استقلت من فرنسا قبل أكثر من ستين سنة لم تتمكن من توفير الأساسيا لشعبها.
لا مياه ولا كهرباء ولا صحة ولا مدراس ولا بنية تحتية تذكر. الكهرباء ليست موجودة في معظم مدن البلاد، وفي العاصمة أيضا لم تصل الأسلاك إلى بعض الأحياء الموجودة على الأطراف ولا إلى ضواحي أنجمينا. اليوم هناك الآلاف يعيشون في عامصة بلادهم ولم تصل الأسلاك إلى حيث هم. فالطاقة متوفرة فقط في بعض أحياء مركز المدنية والحارة التي فيها مقر رئاسة الجمهورية. مجانية الكهرباء لا يستفيد منها سوى أصحاب البيوت الفاخرة ومن يمتلكون الثلاجات والمكيفات والأدوات الكهربائية كالمغسلة الكهربائية والمكواة وأدوات أخرى لا يملكها 95% من الشعب التشادي.
فبحسب خبراء الطاقة فإن أكثر من نصف استهلاك العاصمة للكهرباء تتركز في ثلاث حارات فقط. أما معظم سكان العاصمة فلا يملكون سوى المراوح والتلفزيونات والمكيفات المائية.. فحتى هذا العصر ونحن في بدايات 2024 فإن أغلبية ساحقة من الشعب التشادي لا يعرف المكيفات ولا يملك ثلاجة في بيته.فقرار المجانية وإن كان هبة من الرئيس إلى الشعب، إلا أن من يستفيد من القرار ويمكنه أن يدخر بعض المال هم الأثرياء وقلة قليلة من الطبقة الوسطى التي بدأت تنهار بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.