في الوقت الذي يُفترض أن يكون شهر رمضان شهر التكافل والتعاون بين المسلمين، حيث تظهر قيم الرحمة والمودة طلبًا لرضا الله تتحول الأجواء الروحانية إلى معاناة يومية للأسر التشادية بسبب ارتفاع الأسعار الذي يضرب بقوة في الأسواق.في العاصمة انجمينا، تعاني معظم الأسر من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية التي تشهد استهلاكًا كبيرًا خلال الشهر الفضيل. فصاع القمح يباع الآن 2500fc، بينما يرتفع سعر السكر كذلك، الذي يُعد من أكثر السلع استهلاكًا في رمضان، حيث تحتاجه الأسر لإعداد الوجبات التقليدية مثل « المديدة » و »اللوبيا والقمح باللبن »، بالإضافة إلى العصائر الشعبية كالكركديه والأبري.
مواطنون بين الغلاء والمناشدة
تقول إحدى ربات المنازل بحسرة: « هذا أمر محزن للغاية، على التجار أن يتقوا الله حتى يبارك لهم في تجارتهم، كما أنني أتمنى من الحكومة أن تنظر في هذا الأمر ». وتكشف كلماتها عن واقع مرير يعيشه المواطنون الذين أصبحوا رهائن لتقلبات الأسعار التي ترهق كاهلهم وتزيد من معاناتهم.
التجار الصغار: ضحايا الاحتكار
من جهته، يوضح عبدالرحمن، أحد التجار في العاصمة انجمينا، أن التجار الصغار هم أيضًا ضحايا لهذا الغلاء. يقول: « نحن قبل أن نصبح تجارًا، نحن مواطنون ونعاني من غلاء الأسعار أيضًا، أعتقد أن هذا الأمر يعود إلى التجار الكبار الذين يحتكرون السلع في مخازنهم لفترات طويلة، ثم يبيعونها لنا كتجار صغار بأسعار مرتفعة ». ويضيف أن عملية البيع تتم على أربع مراحل، حيث يرتفع السعر في كل مرحلة، مما يضطر التجار الصغار إلى زيادة الأسعار بشكل متواصل.
الأسر التشادية تحت ضغط الغلاء.
تشتكي العديد من الأسر، خاصة في رمضان، من هذه الأوضاع التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فالأشياء الأساسية التي تحتاجها كل أسرة تشادية، بغض النظر عن وضعها المعيشي، أصبحت بأسعار باهظة. يقول آدم، وهو ميكانيكي، بحيرة وغضب: « صاع الثوم 3000fc، ولتر الزيت ب2400 fc، كيف لي أن أكسو زوجتي وأولادي في العيد والغلاء يسحقنا بهذا الشكل؟ ».ويضيف آدم: « نحن كشعب تشادي تعودنا على الصمت، ولكن على الحكومة أن تتدخل، على نقابة التجار أن تدرس سلبيات هذا الغلاء وتعمل على تخفيض الأسعار، لقد شاب رأسي وأنا في الثلاثين من عمري بسبب هذه الهموم ».
نداء إلى الحكومة ونقابة التجار.
في ظل هذه الأوضاع، يطالب المواطنون الحكومة ونقابة التجار بالتحرك العاجل لمراقبة الأسواق ووضع حد لاحتكار السلع وارتفاع الأسعار. فشهر رمضان، الذي يُفترض أن يكون شهر البركة والتقارب بين الناس، تحول إلى شهر من المعاناة الاقتصادية للعديد من الأسر التشادية التي تجد نفسها عاجزة عن توفير أبسط احتياجاتها اليومية.هل ستستجيب الجهات المعنية لنداءات المواطنين، أم ستستمر معاناة التشاديين في ظل غلاء يعصف بأحلامهم وحياتهم
اليومية؟ السؤال يبقى معلقًا في ظل غياب حلول عاجلة
حمزة آدم نور.