في العاصمة أنجمينا ومعظم المدن التشادية تغلق المطاعم خلال النهار في شهر رمضان ولا تفتح هذه المطاعم والأكشاك والبقالات أبوابها إلا بعد غروب الشمس بساعة. الأمر الذي يصعّب من حياة العمال خلال النهار. فبين التكيّف والحلول الإرتجالية يروي هؤلاء عن صعوبات يعانونها خلال هذا الشهر. ففي رمضان تتغير الحياة في تشاد بشكل جذري، ففي النهار تبدو المدن وكأنها خاوية بلا مطاعم أو مقاهي مما يضع الغير صائمين في مواجهة صعبة. ففي أغلب المدن التشادية يعيش مسيحيين ووثنيين لا يصومون شهر رمضان المبارك إضافة إلى المسلمين الفاطرين لأسباب صحية، لكنهم لا يجدون مطاعم للأكل فيضطرون إلى معايشة ما يشبه الصيام في هذا الشهر. هذا الوضع لا يصعب أوضاع الغير صائمين من المنتمين إلى ديانات أخرى فقط وإنما يصعب حياة أولئك المسلمين المرضى والمسافرين أيضا.يمشى » إريك سماعين » وهو موظف إدراي » في شوارع أنجمينا تحت شمس حارقة بحثا عن الطعام. يقول لنا »جميع المطاعم التي أذهب إليها عادةً مغلقة. لقد تجولت في حي بولولو، ولكن لم أجد شيئًا ». حالة صعبة يعاني منها عشرات الآلاف من الموظفين والعمال. يضيف قائلا » حتى مطاعم الشارع التي كانت تقدم عادة الأسماك المقلية والشوربة، توقفت عن العمل. » في منطقة كليب مات تخرج أمينة ، موظفة في إحدى المؤسسات، خلال استراحة الغداء بحثًا عن طعام، لكنها تصطدم بواقع محبط. وتقول غاضبة « في السابق، كنت أشتري السمك المقلي عند الظهيرة في هذا الحي. ولكن خلال رمضان، كل شيء مغلق خلال النهار. إنه أمر صعب بالنسبة لنا نحن الذين نعمل هنا ».في مواجهة هذا التحدي، ينظّم البعض أنفسهم كما يستطيعون. من لديهم القدرة على ذلك يحضرون طعامًا من منازلهم. لكن هذه الحلول تبقى محدودة، خاصة لأولئك الذين يقضون النهار خارج البيوت ولا يستطيعون حمل الطعام معهم. وسط هذه الدوامة والحالة المعقدة يبنغي على هؤلاء الموظفين والعمال التكيف مع الوضع رغم أنه يصعب حياتهم خلال شهر كل سنة.