
مع حلول الصيف، تتبدّل ملامح انجمينا، المدينة التي يكسوها الطقس المتطرف، حيث يبدأ سكانها رحلة البحث عن ظل يحميهم من لهيب الشمس في نهارات أبريل الحارقة.
تحت أشجار النيم الظليلة، يستلقي زكريا، سائق توصيل، متدثرًا بعمامته البيضاء، بينما تتأمل عيناه دراجته النارية.
يتوجس من موجة حرارة جديدة بعد تلك التي ضربت المدينة قبل أيام، قائلاً بصوت متهدج: « أعتقد أن هذا الصيف كارثي، ولكن يبدو أن السحب تمطر! هل يكون صيفًا لا يرحم؟ »
في شوارع العاصمة، يعمل الكثيرون تحت الشمس اللاهبة، بين باعة متجولين أو أصحاب محلات صغيرة بجانب الأسواق، حيث تؤثر هذه الأجواء القاسية على أخلاقيات التعامل اليومي، ما يزيد من الاحتقان والمشاحنات.
يرى عمر، مدرس في أحد المعاهد التعليمية، أن حرارة منتصف النهار تؤثر على المزاج العام: « لا أطيق التحية في هذا الوقت، الصيف يجعل الأمور أكثر إزعاجًا »، يعلّق متأففًا.
في مواجهة هذه التحديات، أطلق ناشطون مبادرة لتوزيع الأزيار الفخارية على الأسر الفقيرة، معتبرين أنها أكثر نفعًا من عمود كهربائي لا يعمل، بينما يرى البعض أن الصيف، مثل رمضان، فرصة لفعل الخير.
ومع تكرار انقطاع الكهرباء، تبدأ الأسر بإجراء تعديلات في المظلات المنزلية (لقدابة)، بحثًا عن مأوى من الحرارة الحارقة التي قد تصل إلى 45 درجة مئوية، حيث تغيب الطيور عن السماء، وكأن الطبيعة تحاول الاحتماء من قسوة الشمس.
بين الاحتياجات اليومية والتغيرات المناخية، يبقى السؤال: كيف يمكن لسكان العاصمة التأقلم مع صيف يزداد قسوة بغياب الكهرباء والبنية التحتية؟