
عانت أفريقيا من الاستعمار الأوربي لفترة ليست بالقصيرة، العديد من الدول سعت لنيل استقلالها وضمان مستقبل الأمة الأفريقية والاستفادة من الموارد التي كانت تنهبها القوى الاستعمارية بداية الستينات، تنفست القارة، عندما استقلت الدول التي كانت تنادي بالحرية، بالتأكيد مثل هذه الخطوات المصيرية تحتاج ا
إلى الوحدة الأفريقية ووضع حدٍ للتجمعات الاخرى المختلفة، ولمواصلة العمل والكفاح وحلحلة أمور القارة، لابد من وجود كيان يجمع هذه الدول، فجاءت منظمة الوحدة الأفريقية في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٦٣، التي كانت تعمل جاهدة لنبذ الخلافات الأفريقية والأنشطة الأخرى المشابهة لها.
اتفق روؤساء الدول الذين وقعوا على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الذي عدوه دستور المنظمة، أن تكون عضوية هذه المنظمة مفتوحة للدول الأفريقية المستقلة ذات السيادة والتي تؤمن بمبادئ المنظمة المتمثلة في سياسة عدم الانحياز وعدم ممارسة التفرقة العنصرية، عملت المنظمة لتحقيق هدفها في التنسيق والتعاون بين الدول الأفريقية من أجل تحقيق حياة أفضل، بالإضافة إلى القضاء على جميع أنواع الاستعمار والهيمنة البيضاء والدفاع عن سيادة الدول الأفريقية، الأمر الذي جعلها تتعرض للنقد من قبل مراقبين، متذرعين بفشلها في إيقاف الحروب التي حصلت في نيجيريا وأنغولا، وأنها لن تستطيع القيام بحماية حقوق المواطنين الأفارقة وعجزها عن إيقاف الانتهاكات التي حصلت في أوغندا في سبعينات القرن العشرين، إلا أن هذه المنظمة نجحت إلى حد ما في كثير من الجوانب التي تتعلق بسلامة أفريقيا وحماية مصالحها وحريتها رغم الانقسامات التي شهدتها المنظمة.