تشهد العاصمة أنجمينا في الأشهر الأخيرة زحمة مرورية قاتلة تعطل الحركة وتجعل المواطنين في حالة من الغضب لعدم معرفة سكان مرآة إفريقيا حالة شبيهة بهذه من قبل. تشاد بلا كبيرة، وعاصمتها قبل سنوات لم يكن يسكنها سوى مليون مواطن من أصل قرابة 17 مليون نسمة، ولذلك كانت الشوارع فارغة رغم قلتها، ويمكن أن تصل إلى أي مكان في العاصمة في نصف ساعة. لكن الأمور تتغير وكل شيء في أنجمينا تغير.
بحسب خبراء التخطيط العمراني فإن هذا شيء متوقع. المدن تتوسع وسكانها يزدادون عددا. هذا هو الطبيعي، المشكلة هنا أن الحكومة لم تواكب اتساع المدينة ولم تفعل شيئا. يقول المحاضر في جامعة الملك في التخطيط العمراني الدكتور : حسن موسى تشاي’ المشكلة تكمن في عدم وجود طرق كثيرة في العاصمة أنجمينا، عدد المواطنين ازداد لكن الطرق ظلت كما هي ولهذا تشهد العاصمة كل هذه الزحمة » وأضاف بأن الحل هو في تشييد طرق جديدة تحمل العبء عن هذه الطرق المزدحمة ».
أما بعض المتخصصين في الجغرافيا فيقولون أن ثمة مشكلة أخرى وهي زيادة عدد سكان العاصمة بوتيرة سريعة في الأعوام الاخيرة، وذلك بسبب الهجرة الريفية إلى المدينة، وأيضا توافد آلاف اللاجئين السودانيين على المدينة وعودة آلاف التشاديين الذين كانوا يعيشون في السودان.رغم الاختلاف بين المتخصصين في المسألة إلا أن الازدحام المروري واضح وجلي في شوارع أنجمينا لدرجة أن الذهاب إلى مركز المدينة يأخذ أكثر من نصف ساعة. أما في ساعات الذروة مثل الصباح الباكر حيث يذهب التلاميذ والطلاب إلى المدراس والجامعات، وفي المساء في الساعات التي يعود فيها الجميع إلى بيوتهم تصبح شوارع أنجمينا أماكن لا تطاق، طرق ضيقة، وسيارات مركونة بشكل خاطئ وآلاف الحفر والمطبات والغبار.