بعد حولين كاملين أو يزيد، من تجميد الدستور، باتت العودة إلى النظام الدستوري على مرمى حجر، فبعد أسبوع من اليوم سيتوجه الناخبون في تشاد إلى صناديق الاقتراع؛ لقبول أو رفض الدستور الجديد. فقد شهدت الساحة السياسية مؤخرا، حالة من الزخم والتعبئة، حيث صال السياسيون وجالوا في مختلف ربوع البلاد، واتخذ أعضاء الحكومة موقفا بالإجماع للتصويت بنعم، من رئيس الوزراء إلى الوزراء والأمناء ومدراء الوكالات، ليحثوا الجميع على التصويت بنعم، دون شرح تفصيلي لما تضمنه الدستور، فمنهم من وصف الذين يصوتون بلا، بالأشرار. أما فريق(لا) فقد بدا صوتهم خافتاً، خفوت من لا يطمع في شيء من القصعة، غاب عن حراكهم الوزراء وأصحاب المناصب، ولم يكن حضورهم في الإعلام ملفتاً.وهناك فريق آخر لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يقاطع الدستور برمته، ولا يعطي الشرعية للقائمين على مشروع الدستور، أو لا يبالي بما يحصل في الساحة السياسية، فالمقاطعة هي الرأي الذي لم تقبله السلطات.ومن التغيرات التي طرأت مؤخرا، التوافق الذي حصل بين السلطات وزعيم حزب المحولون سكسي ماسارا، والذي يستغل الفرصة لحشد أنصاره الذين توافدوا بالآلاف لحضور خطاباته في مدن عديدة، وهذا يعتبر أمرا ملفتاً.فهذا التأثير من قبل الشخصية القوية بحاجة إلى وقفة ونظرة، وتحليل توجهات الرجل وسياسته، فكيف تمكن مسارا من كسب هذه الشعبية وما الذي يسعى إليه خلال قادم الأيام؟